جوهرة فلسطين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله

اذهب الى الأسفل

إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله Empty إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله

مُساهمة  مروه الأربعاء نوفمبر 17, 2010 1:00 pm


إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله





أخي المسلم:
إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله، وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله، وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله، وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة فتعرف أنت إلى الله وتودد إليه تنل بذلك غاية العز والرفعة (الفوائد: 152.).


والمسلم في هذه الدنيا بين أمرين يملآن جوانحه ويضيفان عليهما من نبعه ألا وهما الخوف والرجاء.. الخوف من الله والرجاء فيما عند الله..

قال الحسن:
الرجاء والخوف مطيتا المؤمن.
فإذن لا بد من الجمع بين هذه الأمور، وغلبة الخوف هو الأصلح ولكن قبل الإشراف على الموت، أما عند الموت فالأصلح غلبة الرجاء وحسن الظن، لأن الخوف جار مجرى السوط الباعث على العمل وقد انقضى وقت العمل، فالمشرف على الموت لا يقدر على العمل ثم لا يطيق أسباب الخوف فإن ذلك يقطع أنياط قلبه ويعين على تعجيل موته.

وأما روح الرجاء فإنه يقوي قلبه ويحبب إليه ربه الذي إليه رجاؤه، ولا ينبغي أن يفارق أحد الدنيا إلا محبًا لله تعالى ليكون محبًا للقاء الله تعالى، فإن من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، والرجاء تقارنه المحبة فمن ارتجى كرمه فهو محبوب (الإحياء: 4/174.).

وقال ابن القيم رحمه الله: إن الخوف إن أدى إلى القنوط واليأس من رحمة الله فهو مذموم، بل إساءة أدب على رحمة الله تعالى، التي سبقت غضبه، وجهل بها (مدارج السالكين: 2/42.).


وقد أثنى الله جل وعلا على من قرن الخوف بالرجاء في مواضع كثيرة من كتابه فقال تعالى في حق الأنبياء عليهم السلام:
{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} [الأنبياء: 90].


قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
الخشية أبدًا متضمنة للرجاء ولولا ذلك لكانت قنوطًا، كما أن الرجاء يستلزم الخوف، ولولا ذلك لكان أمنًا، فأهل الخوف لله والرجاء له هم أهل العلم الذين مدحهم الله.


وكان الحسن يقول: ما اغرورقت عين بمائها من خشية الله إلا حرم الله جسدها على النار، فإن فاضت على خدها لم يرهق ذلك الوجه قتر ولا ذلة، وليس من عمل إلا له وزن وثواب إلا الدمعة من خشية الله فإنها تطفئ ما شاء الله من حر النار ولو أن رجلاً بكى من خشية الله في أمة لرجوت أن يرحم الله ببكائه تلك الأمة بأسرها (الزهد للحسن البصري: 99.).


قال سفيان: البكاء عشرة أجزاء: جزء لله، وتسعة لغير الله. فإذا جاء الذي لله في العام مرة فهو كثير!!
والدموع الصادقة والعبرات المتتالية علامة على صدق التوبة وحسن الالتجاء إلى الله جل وعلا.. وأكثر الموفقين إلى العبادة هم أهل الرقة والخوف.. رقيقة قلوبهم، لطيفة مشاربهم.. الكلمة الصادقة تؤثر فيهم والآية من القرآن تبكي مدامعهم.. فتراهم يقبلون على الطاعة بحب وشوق ويستثمرون أوقات العبادات وتنزل الرحمات.. مشغولون عن الدنيا، سائرون إلى الآخرة في جادة طرقت من قلبهم بهدي سيد المرسلين (صلى الله عليه وسلم) وصحابته الكرام البررة

قال كعب الأحبار: لأن أبكي من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب إليَّ من أن أتصدق بوزني ذهبًا (حلية الأولياء: 5/366.).

ومن الناس اليوم. بل غالبهم لا يبكي من خشية الله إلا مرة في العام أو مرة في عمره كله..
أما النساء اليوم فتوسعن في البكاء من كل شيء وفي كل شيء، إلا من خشية الله.. فتراها تبكي لتأخر ثيابها.. وتراها تبكي لنقص في ملبسها.. تبكي من كل شيء إلا من خشية الله.. وهي رقيقة القلب. قريبة إلى التوبة.. صاحبة الخير ومنادية الفلاح. فأين هي من خشية الله والبكاء على الذنوب والتقصير في الطاعات؟
أيهما أشد لتبكي عليه سقط من حطام الدنيا أم الآخرة وأهوالها؟
قال مالك بن دينار: البكاء على الخطيئة يحط الخطايا كما يحط الريح الورق اليابس (الزهر الفائح: 18.).

لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها....لنفسي في نفسي عن الناس شاغل


مروه
مروه
ملكة الاعضاء
ملكة الاعضاء

عدد المساهمات : 454
نقاط : 1061
تاريخ التسجيل : 27/05/2010
العمر : 29

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى